ثقافة برنامج «اللي خلق ما يضيّع» او عندما تزرع البسمة على وجوه فقدت الأمل
انطلقت قناة حنبعل منذ مدة في بثّ برنامج اجتماعي يحمل عنوان «اللي خلق ما يضيّع» وذلك مساء كل يوم اثنين على الساعة 21:15، برنامج ولئن لم يلق اهتماما اعلاميا كبيرا ورواجا على مواقع التواصل الاجتماعي فانه حظي بمتابعة واهتمام عدد كبير من المشاهدين وذلك للبعد الانساني والاجتماعي له، ولاختلافه عن بقية البرامج الاجتماعية لتلفزيون الواقع، فعلى عكس بقية البرامج التي تكتفي بتحليل الوضعيات الاجتماعية واحيانا المتاجرة بمآسي الناس، فان «اللي خلق ما يضيّع» يسعى بالامكانات المتوفرة اليه الى ايجاد حلول لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة وتشوهات واعاقات تحول دون العيش بصفة طبيعية .
من أجل زرع البسمة لدى مفتقديها...
وفي حديث جمعنا بمعدة ومنتجة هذا البرنامج مريم الطرابلسي شامخي، أكدت لنا ان «اللي خلق ما يضيع» يهدف بالاساس الى زرع البسمة لدى اشخاص يعانون ولم يجدوا من يستمع اليهم والى مآسيهم، مؤكدة أنهم يسعون الى ايجاد حلول عملية وتوفير الدعم المادي والمعنوي.
ويذكر ان البرنامج انطلق فعليا في دراسة الملفات منذ سنة 2015، حيث وعلى غير العادة اصر فريق البرنامج على تمرير الحالة الاجتماعية منذ اليوم الأول للقائها الى حين ايجاد حلّ لها وتلخص كل حلقة هذه المسيرة بتفاصيلها وجزئياتها وتتابع الوضعية في كل مراحل العلاج، كما يسعى البرنامج الى تسفير الحالات الصعبة خارج البلاد لايجاد حلّ جذري لها .
مع العلم وأن كل حلقة يقدمها نجم من مجالات مختلفة على غرار سفيان الزيادي وايمان الشريف وزينة القصرينية وغيرهم من المشاهير الذين لم يبخلوا بوقتهم لمساعدة هؤلاء المرضى، أما عن الامكانات المادية فذكرت مريم الطرابلسي ان عنوان البرنامج هو «اللي خلق ما يضيع» وبالتالي فان البرنامج يعول على «ناس الخير» والمتطوعين من الاطباء والمصحات والشركات، حيث يضمن البرنامج:
.. ومرافقتهم حتى بعد العلاج
واضافة الى العلاج، توفير مورد رزق وتأثيث المنزل وتكوين في مجالات مختلفة وغيرها من المساعدات التي تساعد المريض على مواصلة حياته بصفة طبيعية، وعلى سبيل المشاهدة شدت حلقة الفتاة هدى التي تعاني من فقدانها التام لشعر رأسها، انتباه المشاهد حيث ساهم البرنامج في اعادة الفرحة والبسمة لهدى بمتابعة وضعيتها الصحية والسهر على تزويجها بخطيبها وتوفير كل لوازم الزفاف وتأثيث المنزل وغيرها من المساعدات التي غيرت حياة هدى، نفس الأمر بالنسبة الى وضعية الشاب برهان الذي تحولت حياته الى جحيم اثر تعرضه الى حادث مرور تسبب في تشوه جزء من وجهه، مما جعله ينقطع عن الدراسة وينزوي بنفسه بعيدا عن العالم الخارجي، وقد تمكن البرنامج من اعادة الامل من جديد الى حياة برهان بعد ان خضع هذا الشاب الى عملية جراحية تجميلية، كما ساعده البرنامج في ايجاد عمل واثث منزله الذي كان يفتقر الى ابسط الضرورات ...
هي عينات من حلقات بثها برنامج «اللي خلق ما يضيع» وعينة من وضعيات تدمي القلوب لكن ورغم عدم توفر الدعم اللازم فان فريق البرنامج نجح ةالى حدّ بعيد في زرع البسمة لدى اشخاص فقدوا الأمل .
سناء الماجري